يجب على العرب أن يوقفوا التواصل بإسرائيل حتى تعترف بفلسطين
صحيفة أخبار العرب_ عدد الأول من مارس 2018.
Arabic: Published in the Arab News, Feb. 28, 2018. To achieve peace, the Arab World should suspend all contacts with Israel until Israel recognizes Palestine Statehood and Palestine’s right to exist, and demand that Israel end its violence and terrorism against civilians
كتب: راى حنانيا
ربما لم يكن لدى الرئيس الفلسطينى محمود عباس أفضل فريق اتصالات لكى ينقل كلماته و أفعاله، و لكنه شكل واحدا من اليوم الأول. فى كلمته أمام الأمم
المتحدة فى العشرين من فبراير 2018، دعى “عباس” مجلس الأمن للاعتراف بحق الفلسطينيين فى دولة مستقلة. و بالطبع فإن “عباس” يعلم أن طلبه سوف يواجه بالرفض العنصرى التاريخى من جانب الولايات المتحدة الأمريكية التى وقفت دائما فى طريق السلام لأكثر من سبعة عقود من الزمان ، ليس فقط تحت إدارة الرئيس غير المستقر “دونالد ترامب” و لكن أيضا تحت إدارة كل من سبقه من الرؤساء الأمريكيين.
و لا يزال عباس يكرر – رغم هذا الرفض لعملية السلام – نفس أسس عملية السلام التى طالما رفضتها الحكومة الاسرائيلية.و من العجيب أن “عباس” كان محل نقد و اتهام بسبب دعوته للسلام المبنى على التفاهم و التسوية و حل الدولتين،. و لقد رفضت الحكومة الاسرائيلية بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نيتنياهو – الذى يخضع للتحقيق فى اتهامات تتعلق بالفساد- أن تقبل بالسلام . فى الحقيقة، إن نيتانياهو و العديد من المسئولين فى الحكومة الاسرائيلية يتبنون خطاب العنف و الصراع و الكراهية، و يرفضون الوجود الفلسطينى ، و ينكرون حق الفلسطينيين فى دولة مستقلة، و يرفضون حتى الاعتراف بالاحتلال الإسرائيلى لأراضى فلسطينية أثناء حرب 1967.
و كان يمكن لعباس أن يرفض بدوره الوجود الإسرائيلى و يحاكى الكراهية العنصرية الإسرائيلية، و لكن بدلا من ذلك فقد كرر بوضوح نفس الموقف الذى طالما عرضه الفلسطينيين على الإسرائيليين منذ أواخر الثمانينات من القرن الماضى، عندما تخلى الفلسطينيون عن ثورتهم و صراعهم من أجل إقامة دولة فلسطينية ديموقراطية واحدة . و بدلا من ذلك وافقوا على التفاهم والتسوية و حل الدولتين، إحداهما إسرائيلية و الأخرى فلسطينية. لقد وافق الفلسطينيون على حل الدولتين، و لكن إسرائيل لم تقبل.
و على الرغم من الرفض الإسرائيلى للتسوية ، فقد قال “عباس” فى خطابه فى الأمم المتحدة الأسبوع الماضى “أنا أؤكد لكم التزامنا بالحفاظ على مؤسساتنا و إنجازاتنا التى حققناها فى الواقع الفلسطينى وكذلك الساحة الدولية. و نحن عازمون على أن نظل ملتزمون بالمسار السياسى و الدبلوماسى و القانونى، بعيدا عن العنف، و من خلال التفاوض السياسى و الحوار الذين لم نرفضهما أبدا” و قد أكد “عباس” على هذا المعنى بقوله “سوف نستمر فى مد أيدينا لتحقيق السلام و لسوف نستمر فى بذل الجهود لوضع حد للاحتلال الإسرائيلى بناء على حل الدولتين و وفقا لحدود 1967 و الشرعية الدولية و كذلك الحلول المتعلقة بتحقيق تطلعاتنا و طموحاتنا الوطنية”
إن الاشارة إلى حدود عام 1967 ليست هى تعريف للحدود النهائية و لكن ذلك يتوقف على طريقة قياس و تعيين تلك الحدود النهائية. فإذا استمرت إسرائيل فى الاحتفاظ ببعض الأراضى التى احتلتها عام 1967، فحينها سوف تبادل هذه الأراضى مقابل أراض أخرى داخل إسرائيل كانت قد احتلت عام 1948. و لكن إسرائيل كدولة بغيضة تتطلع إلى احتلال كل أراضى فلسطين التاريخية ، سوف تنكر حقوق كل الذين عاشوا فى سلام على تلك الأرض من غير اليهود منذ عصرى السيد المسيح و النبى محمد.
و على الرغم من أن التطرف الإسرائيلى كان دوما العقبة الكبرى لإنهاء أجيال و عصور من العنف، فإن العقبة الأكبر كانت ولا تزال التشوه السياسى للعالم العربى.
لقد كانت مصر و الأردن هما الدولتين اللتان ساهمتا فى رفض خطة التقسيم التى وضعتها الأمم المتحدة عام 1947، ثم وقعت كل منهما لاحقا معاهدة سلام منفردة مع إسرائيل. حيث وقعت مصر أثناء حكم الديكتاتور “أنور السادات” معاهدة سلام مع إسرائيل ممثلة فى رئيس وزرائها الإرهابى “مناحم بيجن” و ذلك فى السادس و العشرين من مارس من عام 1979.
و لقد كان من المفترض ان تفتح تلك الاتفاقية الباب أمام اتفاقيات سلام مماثلة مع كل الدول العربية بما يؤدى إلى إقامة دولة فلسطين المستقلة. و لكن “مناجم بيجن” – المسئول عن مقتل أكثر من 100 امرأة و طفل فى دير ياسين فى التاسع عشر من أبريل من عام 1948- قد خرق تلك الاتفاقية مغلقا بذلك الطريق أمام كل الجهود لتحقيق السلام مع الفلسطينيين.
كما قام العاهل الأردنى الملك “حسين بن طلال” بتوقيع إتفاقية سلام مع إسرائيل بعد موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلى “اسحق رابين” على السلام مع ياسر عرفات فى أكتوبر من عام 1993. و قد وقعت اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية فى السادس و العشرين من أكتوبر من عام 1994. و لكن متعصبين إسرائيليين من تلاميذ و تابعى “نيتنياهو” و مجرم الحرب “إيريل شارون” اغتالوا رابين” فى الرابع من نوفمبر من عام 1995 منهيين بذلك عملية السلام.
و من الواضح أن العقبة الحقيقة فى طريق السلام ليس “عباس” الذى تم انتقاده بوصفه قائدا ضعيفا، و لكنه “نيتانياهو” ذلك المتعصب الذى يحيا فقط لأنه يقود للكراهية المتطرفة التى تنمو داخل إسرائيل. و لكن العالم العربى لم يساعد أو يضطلع بدوره. و بدلا من دعم عملية السلام، فقد استخدم متعصبين إسرائيليين اتفاقيتي السلام مع كل من مصر و الأردن كعقبتين فى طريق السلام. حيث أخرجت إسرائيل كل من مصر و الأردن من المعادلة ، تاركة فلسطين ضعيفة و بلا صوت يسمع.
كيف يمكن لكل من مصر و الأردن مواجهة شعبيهما إذا كانت إسرائيل تخرق كل الاتفاقيات التى وقعتها معهما؟ و كيف تسمح كل من مصر و الأردن لإسرائيل بفتح سفارات فى دولتيهما، فى الوقت الذى تسعى فيه إسرائيل لنقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة؟
إن المسئولية تقع على العالم العربى كله بسبب رد فعله و استجابته الضعيفة تجاه انهيارعملية السلام بل و التراجع عنها، فضلا عن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
يجب على مصر و الأردن أن تغلقا سفارة إسرائيل بكل منهما و إنهاء كل العلاقات مع إسرائيل. كما يجب أيضا أن يقطع العالم العربى كله علاقاته مع إسرائيل. فإذا ما استطاع العالم العربى أن يتحلى بالشجاعة للقيام بالعمل الصحيح و إغلاق الأبواب أمام إسرائيل، فلسوف توافق إسرائيل فى الحال على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. و لكن إسرائيل تعرف جيدا أن الضعف الحقيقى ليس ممثلا فى “عباس” أو الفلسطينيين، و لكنه فى العالم العربى الذى تخلى منذ زمن طويل عن التزاماته.
“راى حنانيا :حائز على جائزة الصحفي و المؤلف الفلسطينى الأمريكى، و يمكن مراسلته عبر الموقع و البريد الالكترونى التاليين:
rghanania@gmail.com
- Israelisnipers shooting and killing hospital workers in Gaza - December 11, 2023
- CAIR Condemns Israeli Executions of Wounded, Unarmed Palestinian in West Bank - December 11, 2023
- Arab and Muslim American voters face a “simple choice” between Biden’s inhumanity and Trump’s edgy politics - December 9, 2023